الاثنين، 10 فبراير 2014

حلم ولا علم

من حقنا جميعا ان نحلم بعالم أفضل، و لكن لابد ان ندرك ان هناك فارق كبير بين التركيز في الحلم فقط بهذا العالم، و بين العمل على الوصول لهذا الحلم.
الحلم في حد ذاته ممتع، و يعطينا شعور رائع بالنشوة كلما استغرقنا فيه....لكنه يتبدد بمجرد سماعنا لأي ضوضاء حولنا، تكفي لجعلنا نفتح اعيننا من جديد على الواقع الذي نعيشه.
إذن، ما العمل؟ هل سنظل في حالة من الترنح ما بين النوم و اليقظة؟ أو ما بين الحلم و العلم؟ للأسف لن نستطيع تغيير الواقع بالأحلام فقط و بالمطالبات فقط، و كلما تفرعت و تعددت المطالب ، ما بين الأمنية و الإقتصادية و السياسية، و غيرها، كلما حلقنا اكثر مع أحلامنا و ابتعدنا عن أرض واقعنا، و كلما سقطنا من ارتفاع أعلى عندما نستيقظ، لتتكسر عظامنا من الصدمة في النهاية على صخور الواقع.
كل منا يحلم بوطن عظيم، في خياله، يختلف بالتأكيد عن الوطن المرسوم في عقل زميل كفاحه الذي لطالما ضمد له الجراح في المواجهات المختلفة التي خاضوها معا...و لعلاج هذا الإنفصال الخفي ما بين الأشقاء في أحلامهم، علينا تقسيم حلم كل منا بالوطن السعيد ، لأحلام أصغر و أصغر ، ثم نجمع ما يتماثل من فتات الأحلام عند كل منا، و نحدد اولويات العمل بناءا على ذلك التجميع...و هكذا نستطيع تقسيم الهدف الكبير لأهداف أصغر يمكن تحقيقها خطوة خطوة ، و بعد كل مرحلة نقترب أكثر فأكثر من تحقيق هدفنا الرئيسي.
لقد كان أهم هدف لنا في بداية الحراك الشعبي المصري، منع التوريث و الإصلاح الأمني... و بطبيعة الحال تحقق فقط نصفه و تبقى الجهاز الأمني بلا علاج يذكر!! لماذا؟؟؟
السبب ببساطة أننا انشغلنا بالحلم الكبير عن الأحلام الصغيرة، و راكمنا على حلم اصلاح الجهاز الأمني ، أحلام أخرى مثل الممارسة السياسية الديمقراطية و الحريات الكاملة و الحلم بالعدالة الإجتماعية الغير منقوصة و الحلم بقضاء مستقل و نزيه و الحلم بنخبة متعلمة و مثقفة و غير مغرضة.... راكمنا الأحلام و لم نقسمها مرحليا لتحقيقها بشكل علمي و عملي.
علينا  اتباع خمسة خطوات ، للعودة للمسار السليم :
1-    في البداية  علينا اعادة تحديد الهدف و الاتفاق عليه بشكل حقيقي
2-    علينا تذكير أنفسنا دائما بالأسباب التي ادت إلى اتفاقنا على هذا الهدف، و كتابتها في كل مكان.
3-    علينا تقسيم هذا الهدف، إلى أهداف أصغر يسهل تحقيقها على خطوات يمكن تحقيق كل منها في زمن محدد. و حتى نتصور ما اقصده هنا، فالإنسان منا ، لا يستطيع التهام ثور في قضمه واحده، لكنه قد يأكله كاملا في شكل لقيمات صغيرة و على فترة زمنية ممتدة.
4-    نبدأ بأولى الخطوات و نحقق أول هدف صغير ، و عندها سنجد من الطاقة ما يكفي لدفعنا لمواصلة العمل و النظر للهدف الصغير التالي.
5-    هل اخفقنا في احدى الخطوات؟ لا يهم، فلنبدأ من جديد تلك الخطوة، فهي في النهاية خطوة على الطريق، و ليست الطريق بأكمله.
أيها الرفاق في وطننا السقيم ، هل سنستطيع علاج وطننا و السهر على راحته؟؟ بالتأكيد يمكننا ذلك فقط، عندما نتفق في البداية على اسم المستشفى الذي سنودعه بها ....هل لديكم اقتراحات؟ ام سيظل كل منا يشكر فقط في طبيبه الخاص؟
 بقلم: سعيد عز الدين   في 10/2/2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق