الثلاثاء، 28 يونيو 2011

الشعب و الشعب إيد واحدة


أثناء مرور الدورية الراكبة للجان الشعبية للدفاع عن الثورة على محور التعمير ، تلاحظ وجود أفراد عند إحدى محطات الغاز الطبيعي، و بالتحري تبين أنهم مهندسي و فنيي الصيانة المختصين بالعمل في الليل و الناس نيام حتى لا يقطعوا الغاز على سكان الثغر في ساعات النهار. ظل أفراد اللجان معهم على مدى ساعتين في ظل تواجد أفراد أمن الشركة . و كما شكرتمونا بالأمس أيها الأبطال ، فإننا نشكركم اليوم و دائما على الإخلاص و التفاني في العمل و لاسيما في ظل غياب التأمين الرسمي من الداخلية لرجالكم

الاثنين، 27 يونيو 2011



نجع العارجي، بين الإهمال و الآمال. الدعوة مفتوحة للإصلاح لوجه الله أو لأغراض دنيوية، فهذا لا يعنيني، و لكن ما أنشده من وراء نشر هذه التغطية الميدانية للواقع المرير هناك هو لفت نظر كل المصريين. من شارك في الثورة التي لم تكتمل بعد و من لم يشارك أن هناك جانب كبير من المصريين أيضا لم يشعروا بالتغيير ، فحياتهم قبل و بعد 25 يناير كما هي بنفس مشاكلها و آلامها



لم يشعر هؤلاء بالتغيير

على بعد 30 كم من الإسكندرية ، في إتجاه القاهرة ، يقع نجع العرجي خلف أرض قشوع على الطريق الصحراوي.
المكان مكتظ بالسكان و يخلو تماما من أساسيات الحياه الكريمة .
و نظرا للإهمال المستمر من الحكومات المتعاقبة على الحكم فقد فقد سكان النجع العديد من ذويهم ، مابين مطرقة الإهمال في الخدمات الصحية و سندان الموت عند عبور الطريق الصحراوي لشراء بعض الحاجيات للمنزل أو حتى الذهاب إلى المدرسة أو العمل ، فحتى المدارس، حرم منها تلاميذ النجع ، وعليهم المغامرة بحياتهم كل يوم مرتين ليتلقوا العلم في المدارس البعيدة و التي يفصلهم عنها طريق الموت.
إلتقى فريق اللجان الشعبية للدفاع عن الثورة بالإسكندرية بسكان النجع للوقوف على مطالبهم الأساسية و التي لم ينادي بها حزب أو جماعة أو تيار سياسي، بل عاد الجميع ليبحث كل عن مصالحه الخاصة و مطامع برلمانية أو طائفية. و إنشغلت كل القوى السياسية بالحوارات البيزنطية في الغرف المغلقة و كل منهم يحلم بلبس تاج الفرعون في يوم ما.
إن من يمنح تاج الحكم للحاكم بعد الله سبحانه و تعالى هو الشعب، و من  يسلك أي سبيل أخر للسلطة فقد ضل الطريق، فيا من تحبون الملك و السلطان ، أبشركم بأن الملك يزول، و الحياه تنتهي ، و لكن حب الناس أو كرههم لمن تولى أمرهم يظل في الأذهان جيل بعد جيل.
تاريخ الوطن يفتح صفحة جديدة لكل مواطن ، و على كل منا أن يختار ماذا يكتب في صفحته ، فلنمسك بالأقلام و لنكتب في صفحات التاريخ ما يرفع المعاناة عنا و عن إخواننا المهمشين في كل ربوع الوطن.
مطالب أهالي النجع بسيطة كأحلام أطفالهم:
1-      كوبري عبور مشاة للحد من موت الأطفال و النساء و كبار السن
2-      وحدة صحية توفر الحد الأدنى للرعاية الصحية للأهالي
3-      بناء مجمع المدارس و المخصص له أرض من القوات المسلحة من الثمانينات ، و الذي يحاول بعض المجرمون الإستيلاء عليها الآن.
4-      توفير خدمات الصرف الصحي بدلا من ترك الأطفال يلعبون في الطرقات الملوثة بالصرف المكشوف.
5-      حل مشكلة فساد المخابز
6-       إدخال الغاز أو توفير البوتاجاز بأسعاره الطبيعية
و في النهاية ، أيها المواطنون الشرفاء ، فلا الدستور أولا و لا البرلمان أولا و لا التيارات الفكرية المتناحرة هي ما يشغل عقول هؤلاء في بيوتهم . إنما الإهمال و الفقر و أشباح الموت على الطرق السريعة  هي الشغل الشاغل لهم، فهل من مغيث؟؟؟؟؟  



السبت، 4 يونيو 2011

عائلة أبو دراع


ورثت عائلة أبودراع قطعة أرض مترامية الأطراف و برغم ذلك كانت موحشة و مليئة بالأفاعي.
فقرر كبير العائلة الحاج حسين أبو دراع عقد إجتماع عائلي لمناقشة مستقبل الأرض مع شباب العائلة.
وبعد مناقشة الكثير من الأفكار الإستثمارية، قرر مجلس العائلة المضي قدما في إنشاء مصنع بلاستيك ضخم على قطعة الأرض، وفقا لما جاء في تقرير مقدم من أحد الشباب و يدعى صادق.
و بناءا عليه ، بات على صادق  إستكمال الشرح التفصيلي للمقترح و يتلخص في النقاط الآتية:
1-      إبرام عقد ملزم فيما بين العائلة و إستشاري مشروعات مثيلة و مقاول عام يمتلك القدرة على التنفيذ الجيد لمثل هذا المشروع.
2-      إنتخاب مدير للمشروع يمتلك المهارات الإدارية و الفنية اللازمة.
3-      إستكمال الهيكل الوظيفي لتوفير العمالة اللازمة للبناء و التشغيل
عند هذا الحد قاطعه الحاج حسين قائلا:
" لماذا كل ذلك التخطيط و الوقت الضائع و المصاريف الزائدة؟ فلنبدأ العمل غدا، فالأرض موجودة و العمال على المقاهي ينتظرون أي فرصة عمل!! أليس هذا صحيحا يا أولاد؟؟؟"
" طبعا يابالحاج طبعا دانت كلك مفهومية ، و سيبك من الواد صادق ده، ده العلام في بلاد بره خرب مخه!!!"
و حاول صادق أكثر من مرة شرح خطته لإصلاح الأرض و في كل مرة كان يقابل بالصياح ضده و ضد محاولاته لتجاوز الخط الأحمر مع الحج حسين في الحوار كما كان يتهمه أغلبية الحضور و الذين لم يحاولوا أصلا طرح خطط للإصلاح على العائلة أو المشاركة الإيجابية بالرأي في أي طرح.
و إنتهى الإجتماع على ذلك، و في الصباح الباكر أرسل الحج حسين العربات المحملة بالعمال للأرض و خطب فيهم خطبة حماسية يحثهم فيها على الإخلاص في العمل .
و لكنه في اليوم التالي ذهب للأرض ليجد فوضى عارمة!!! فبعض العمال توفي من لدغ الأفاعي، و البعض الأخر يتنازع على المناصب الإدارية المختلفة و البعض آثر الإنسحاب في هدوء و الهروب من الموقع و القلة المخلصة تتوسط الموقع في قمة الحيرة مما يدور حولها.
و مر يوم أخر و ذهب الحج حسين مرة أخرى للأرض ليجدها خالية من العمال و مليئة بالأفاعي كما كانت من قبل......
فجن جنون الرجل و هرول للدوار و طلب الإجتماع مع العائلة..... و لم يلبي طلبه أحد!!!
فصادق عاد للسفر مرة أخرى خارج البلاد و باقي شباب العائلة خاف من الإقتراب من الدوار عندما شاهدوا إلتفاف الأفاعي حوله.
فصارت الأرض مجهولة المصير ، مثلها في ذلك كمثل الحج حسين نفسهّ المحاصر من الأفاعي من كل الجهات!!!!