الاثنين، 30 سبتمبر 2013

يوم مع عباقرة دربالة الصغار

يوم السبت 28/9/2013، بدأ بشكل طبيعي جدا لمجموعة اللجان.
ففي الصباح الباكر ذهبنا لمقر المجموعة بالإبراهيمية، و حملنا بعض الملابس المستعملة و الجديدة، و التي تبرع بها الأصدقاء و المعارف، و ذهبنا لحي دربالة.
و هناك كان في انتظارنا الشاب الجميل عبد السلام و والدته الحاجة منى، و معهم الحاجة وفاء والدة أميرة و اسماعيل، و كل هؤلاء بما فيهم الأطفال، لم يتوقفوا عن مساعدتنا لحظة واحدة.
فبداية باعداد مكان فرش الملابس، مرورا باحضار بعض الكراسي من الجيران، و كرم الضيافة بادوار الشاي و المرطبات، و حتى التسويق للمعرض و حث المواطنين على الحضور ...لم يكلوا و لم يملوا لحظة.
إلى جانب المعرض، شاركنا ابناء الشارع في أنشطة تساعد على تحليل مشكلاتهم في المكان و تستشرف آمالهم و أحلامهم و مخاوفهم في المستقبل. فكل البشر يشتركون في النهاية في الحياة عبر الزمن في الماضي و الحاضر و المستقبل، و كلهم يشتركون في المشاعر الممتزجة بين السعادة و الخوف بدرجاتهم المختلفة.

عبد الرحمن، هذا الطفل الذي يسبق سنه بالفعل، تمنى ان يجتمع سكان الشارع في وسط الشارع، على مائدة ضخمة، و يتفقوا على أنشطة المحال الموجودة بالشارع، بحيث ينعم السكان باكتفاء ذاتي من كل شيء بدلا من تكرار النشاط لأكثر من محل بشكل عشوائي!!
و تحدث زياد، على البيت الذي كنا نفرش معرضنا بالقرب منه بعد استئذان السكان، فقد كان البيت الوحيد في الشارع الذي تسكنه عائلات مسيحية. و كان الطفل زياد في غاية الإنزعاج، من سلوك بعض السكان معهم و محاولات البعض عزلهم عن باقي جيرانه في التعاملات المختلفة. و قال زياد رغم سنه الصغير الذي لم يتجاوز عمر البلوغ، أن الوضع في الماضي كان أفضل، و كانت أفضل أيام عمره ، أيام 28 يناير و ما تبعها من انفلات أمني....بسبب توحد الناس خلف منظومات اللجان الشعبية البسيطة التي بالفعل "لمت شمل الشارع".
زياد، اراد ايضا حسن استغلال مركز الشباب في المنطقة و عدم اهماله، كما انه وجه نقد شديد لأسلوب التعليم القمعي في المدارس، والذي لطالما اراد ان يتحول اسلوب التعليم فيها لشكل آخر مثل النشاط الذي نقوم به سويا الآن!!! يكون اكثر تفاعلا، و يخلق مساحات أخرى للعمل الجماعي بين المدرسين و الأطفال، بدلا من اسلوب التلقين و كتابة الدروس على السبورة فقط.
حبيبة، حلمها بقدر بساطته، إلا انه مس قلبي بشكل شخصي، و شعرت بطعنة غائرة فيه، من وقع جملتها البسيطة....."نفسي أشوف السما زي زمان في الشارع".... 
ماذا؟؟؟ و اين ذهبت السماء؟؟؟ اتدرون أين اختفت في شارع حبيبة؟؟؟؟ 
حجبتها العمارات المخالفة.....في صمت تام من المواطنين و سلبية و غياب للسلطة التنفيذية، بل و مشاركتها في تلك الجرائم بالتصالح مع سارقي السماء من شوارعنا....
اجمع كل من شاركنا من أطفال الحي على ضرورة وجود شجر في الشارع، و صناديق قمامة كافية، و اسفلت و أرصفة سليمة لا تؤذي المارة...... و أهم شيء اتفقوا كلهم عليه، ضرورة استرجاع السلم المجتمعي الذي فقد، و نبذ العنف...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق