السبت، 5 مايو 2012

بيان 29: مذبحة القلعة الثانية


إن ما حدث في منطقتي العباسية و غمرة على مدار الأسبوع الماضي – و ليس الميدان فقط- لا يمكن تسميته إلا بهذا الإسم " مذبحة القلعة الثانية".


فمنذ بداية الإعتصام و كثير من النشطاء يعلمون أن نظرية " عش النمل" الأمنية ستطبق للمرة المليون ، مثلما كان في محمد محمود و مديرية الأمن بالإسكندرية و الكثير من الأوكار الأمنية لرجال مبارك، و سيجتذب الثوار و النشطاء لمساندة من يدافع عن فكره بطريقة سلمية ، حتى لو إختلف معه ، و خصوصا إذا تم قمعه سواءا بطريقة مباشرة كما كان يحدث في بدايات الثورة ، أو عن طريق ميليشيات البلطجية كما عودنا مجلس العار في الفترة الأخيرة و إكتفى رجالة فقط إما بالتبول على المعتصمين أو كشف عذرية البنات أو الرقص طربا و فخرا بإعتقال و سحل و قتل شباب أبرياء. ما لفت إنتباهي عند زيارتي لإعتصام العباسية على مدار يومين، تغيير ملحوظ في المنهج المتبع من مجلس مبارك، كما يلي:-


أولا: امكان الإعتصام، كان عبارة عن جيب محاصر من ثلاث جهات من الأمن المركزي و الشرطة العسكرية و مدخله من ناحية مسجد النور، و بالتالي يسهل في أي وقت وضع كل من بداخل هذا الجيب في كماشة محكمة، للفتك بهم.


ثانيا: بلطجية النظام ، تم تطوير آداءهم و تسليحهم بأسلحة نارية سواء ذخيرة حية أو خرطوش، و من الواضح أن التعليمات الصادرة لهم كانت بنصب الكمائن في الحي كله و التصفية المباشرة لكل من يتعرفون عليه من المتظاهرين دون تسليم أو تحقيق!!! و شملت تلك الكمائن المساجد و محطات المترو و المستشفيات المحيطة. ثالثا: يوم الجمعة، من المعروف أن أكبر كتلة من الثوار تتجمع في المكان المتفق عليه مسبقا ، عصرا. فمن كان معتصما ، فهو هناك دائما، بينما من سيلحق بهم في مسيرة، سيبدأ التحرك بعد صلاة الجمعة للحشد و سيصل على أغلب الظن عصرا، و قبيل المغرب سيبدأ العدد في الإنحسار من جديد. و لذا إختار جنرالات مبارك هذا الموعد بدقة، ليحكموا القبضة على الكماشة في العباسية في هذا الموعد تحديدا . و لم يفرض حظر التجول من 11مساءا و حتى السابعة صباحا ، إلا لتتبع كل من يحاول الخروج من هذا الفخ و إعتقال و قتل أكبر قدر ممكن، على أيدي الشرطة العسكرية و البلطجية.


رابعا: ثبت من أسماء المعتقلين وجود الكثير من الصحفيين، مما يؤيد تبيت النية على الرغبة الشديدة في التعتيم الإعلامي خصوصا أثناء حظر التجول .


خامسا: لم يكن إختيار العباسية لسفيه مثل عكاشة و توجيهه لعقد مؤتمراته ، و إظهار المنطقة بأكملها بالمظهر المناهض للثورة في الفترة الأخيرة إلا تمهيدا لتلك المذبحة، و أنا على يقين تام أن هناك الكثير من المفقودين و الذين تم الغدر بهم في جنح الليل و لن نعرفهم إلا مع مرور الأيام عندما يبدأ الأهل و الأصدقاء في البحث عنهم.


و الملاحظة الغريبة أيضا أن الإخوان إختاروا لجمعة حقن الدماء، ميدان التحرير، بعيدا تماما عن الدماء التي يتوجب حقنها في العباسية!!!


و أخيرا ، إخوتي في النضال من أجل الحق، لا تقنطوا من رحمة الله ولا تهنوا و لا تحزنوا و أنتم الأعلون.........


و إن لم ينصفكم الأهل و الجيران فثقوا تمام الثقة أن الإنصاف الإلهي أجمل و أشمل و أعلى بكثير........


اللهم أرحم الشهداءو بارك في الأوفياء و إحفظ لنا مصر من الخونة و الجبناء.......



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق