الاثنين، 26 ديسمبر 2011

نداء و دعوة


بسم الله الرحمن الرحيم

نداء عاجل و دعوة

فضيلة الشيخ و العالم الجليل/ إمام المسجد الأزهر الشريف،

السلام عليكم و رحمة الله،

تحية طيبة و بعد،

يشرفنا دعوة حضرتكم إلى الإسكندرية للمساهمة في درء فتنة حقيقية من خلال توليكم أو من ينيب عنكم الإمامة و الخطابة بمسجد القائد إبراهيم ، و ذلك إبتداءا من الجمعة القادمة بإذن الله.

فلقد عانت مدينة الإسكندرية من إستغلال منبر ذلك الصرح الروحاني العظيم لتفرقة الأمة و تقطيع أوصالها و الدعاية السياسية المضادة لفصائل على حساب الأخرى منذ إعتلاء الشيخ المحلاوي منبر المسجد.

و كم سعدنا عندما قرأنا جميعا تلك السطور في وثيقة الأزهر الشريف على لسانكم:

" "لقد أصبح لدينا ما يسمى بالكهنوت الإسلامى بحيث لا يستطيع المرء التقدم خطوة دون البحث فيما إذا كانت تلك الخطوة حلالا أم حراما. إن لدىّ الشجاعة لأقول إن التعليم الحقيقى انهار، والخطاب الدينى انهار أيضا وأصبح أسير شكليات وتوجهات"

و تنسمنا رياح التغيير الثورية في خطابكم ، لنحفظ معا وسطية الإسلام السمح برغم محاولات بعض الفئات إتخاذه مطية للوصول لمغانم دنيوية تحت ألوية مختلفة و قيادات دعوية تسعى لإشعال نار الفتن و التناحر بين أبناء الأمة الواحدة.

سيدي الإمام، حتى لا نفقد المنهج العلمي في النقد، إليكم تاريخ خطب الشيخ المحلاوي من قبل الإستفتاء على التعديلات الدستورية و حتى يومنا هذا. و لكم الحكم بعد ذلك ، إن كان هناك تزيد في مطلبنا بعزله من الخطابة في المسجد أم لا:

1- الجمعة 11/3/2011: قال الشيخ أحمد المحلاوي خطيب مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية إن التعديلات الدستورية المقرر الاستفتاء عليها السبت القادم واجبٌ على كل مسلم الذهابُ للمشاركة فيها، والموافقة عليها. و ذلك يعني بالقطع أن من وجهة نظره ، آثم كل من رفض تلك التعديلات. 

2- الجمعة 8/4/2011: طالب أمام مسجد القائد إبراهيم فضيلة الشيخ أحمد المحلاوى بعمل مجالس ثورية بجميع المحافظات وكما وجه لشباب الأسكندرية أن يبدأوا بعمل مجلس ثورى مكون من ثلاث أشخاص يتحدثوا بأسم شباب ثورة 25 يناير بالأسكندرية أمام المجلس الأعلى للقوات







3- المسلحة. و كانت المفاجأة للمتظاهرين عندما وصلت المسيرة للمنطقة الشمالية العسكرية و تخطى الجموع وفد من ثلاثة أعضاء شباب في جماعة الإخوان المسلمين ، ليسمح لهم دون غيرهم بالدخول للمنطقة العسكرية للتفاوض بإسم الشباب الثوري بالإسكندرية في إطار تنسيقي فاضح بين إمام مسجد و فصيل سياسي و حاكم عسكري.

4- الجمعة 10/6/2011: شن الشيخ أحمد المحلاوي خطيب مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية هجوما عنيفا علي القوى السياسية التي تطالب بدولة مدنية, ووصفها بالكفرة وعبدة الطاغوت, قائلاً “إنهم يدعون بأنهم مسلمين ويجمعون بين الأسلام والكفر وهم أقرب للكفر منهم للإسلام” . وحذر المحلاوي من الليبرالية واليسارية والعلمانية, قائلاً “إنه ليس هناك مسلم ليبرالي أو يساري أو شيوعي بل هناك مسلم وكافر”،وأضاف أن “هؤلاء القوى أشد خطرا علي مصر من إسرائيل فإسرائيل عدو يجاهد المسلم ضده في سبيل الله، أما هذه القوى فهم أعداء من أنفسنا ومن داخلنا يريدون أن يغيروا شرع الله ليحكم شرع الطاغوت. وقال المحلاوي أنه منذ عام 52 وشرائع هؤلاء تحكم وأنزلت بنا الهزائم والمصائب وهذا عقاب الله ضد الكافرين، لأن المسلمين كانوا في السجون ولم يشاركوهم في الحكم بغير شرع الله, وذلك في إشارة إلي المعتقلين من الجماعات الإسلامية. وانتقد المحلاوي مطالب بعض القوى السياسية بتأجيل الإنتخابات التشريعية ووضع دستور جديد أولا, وقال إنه في الوقت الذي كان فيه الأخوان المسلمين في السجون كان هؤلاء يحكمون ويتحكمون في البلاد والآن يريدون أن نمهلهم فرصه “هذا نوع من الهبل ” -علي حد تعبيره-. وأضاف قائلاً إنهم يريدون الإلتفاف علي إرادة المواطنين الذين قالوا نعم للإستفتاء الدستوري فهم يريدون ديمقراطيه بشرطة

5- الجمعة 2/12/2011: انتقد المحلاوى فى خطبته ما وصفهم بالعلمانيين والليبراليين، معتبرا أنهم يخالفون أنفسهم "فعندما فاز التيار الإسلامى فى المرحلة الأولى لم يظهروا احتراما بالمبادئ الأولية فى الديمقراطية وهى احترام رأى الأغلبية

6- الجمعة 23/12/2011: شن الشيخ أحمد المحلاوي –خطيب مسجد القائد إبراهيم – هجوما حادا علي الاشتراكيين الثوريين, وقال في خطبة الجمعة إنهم يريدون تدمير البلد ولا يخجلون من أنفسهم ويخططون لتفريق مصر إلي مسلمين ومسيحيين حتى يسقطوا الدولة ، وأنهم يريدون تطبيق الشيوعية في مصر مثل روسيا.وأكد أن هناك تخطيط متعمد من جانبهم لحدوث انقلاب في العيد الأول للثورة المصرية ، وقال هم يكرهون شريعة الله ويفضلون حكم الهوي والشهوات.

وهاجم ” المحلاوي” المعتصمين في ميدان التحرير, قائلا إنهم يعتبرون الميدان وكأنه ” صنم يعبد”, وقال إنهم ليس في وجوههم مسحة من الحياء بعد أن أصبحوا منعزلين عن العالم ووصفهم ” بالمخدوعين ” وأنهم الستار الحقيقي وراء هذا التخريب الإجرامي الذي يحدث في مصر وحذر من







الانسياق وراء الدعوات الفاسدة للتظاهر, قائلا “ظاهرها خير وباطنها فساد ” ، مؤكدا أن إسرائيل وأمريكا وبعض الأنظمة العربية وفلول النظام السابق يخططون لتدمير مصر.

يتحدث الشيخ المحلاوي عن العيد الأول للثورة و كأنها إكتملت بالإنتخابات البرلمانية ، متناسيا حرمة الدم التي لم يقتص لها أحد إلى الآن!!!! و أنتم أعلم منا بأنها و الله لأعظم حرمة في دنيانا، فكيف نحتفل بثورة مات في أحداثها الجارية إلى الآن و ما يزال يموت ، جند من خيرة شباب الأمة ، بايعوا الله على النصر أو الشهادة ؟ و سخرهم الله ، ليفتحوا لنا أبواب التحرر من عبودية البشر؟ ألم يكن هؤلاء هم وقود الثورة؟ ألم يمكن هؤلاء الشيخ المحلاوي من الخطابة بحرية من جديد و الفصائل الدينية من خوض الإنتخابات البرلمانية، بعد الله سبحانه و تعالى ؟ ألا يعد ما يشنه الشيخ من هجوم ممنهج على الفصائل السياسية ، مدعوما من المجلس العسكري، خيانة للثورة و لدم من إحتسبناهم شهداء عند الله تعالى؟

هذا و نحن على علم تام بما تبذلون من الجهد لتجنيب مصرنا الحبيبة مخاطر الطائفية و الحشد على أساس مذهبي للأغراض السياسية و المصالح الشخصية ، و قد إتضح ذلك جليا فيما قاله الشيخعبد الحميد الأطرش -رئيس لجنة الفتوي بالأزهر الشريف سابقا- " إن قرار الأزهر الشريف بإنشاء فضائية لشرح سماحة الإسلام أمر مرغوب فيه لذاته، فما بالنا وهذا الكم الهائل من القنوات التي تبث التشدد والتطرف في المجتمع، لذلك نري أن قرار الأزهر جاء في وقته ولابد من الإسراع في ظهور القناة، فالمتابع للقنوات الطائفية سيدرك دون شك أن هناك جهات وشخصيات تقف خلفها وتمويلها تهدف إلي تقوية النزاع المذهبي بين أهل السنة والشيعة، وبين المسلمين والمسيحيين، حيث يتم تمويل تلك الفضائيات من جماعات وشخصيات تستخدم الإطار المذهبي لخدمة اتجاهات سياسية بالدرجة الأولي وتقوم علي التحريض الشعبي لتبني مواقف سياسية ومذهبية تفتقد في كل الأحيان تقريبا إلي الموضوعية بل إن اختيار الضيوف والخبراء لمناقشة قضايا الحوار يرتبط بالدرجة الأولي بمبدأ انحياز هؤلاء الضيوف والخبراء لوجهة النظر التي تسعي تلك القنوات لترويجها

كما نعلم أن الدكتور محمد عبدالفضيل القوصي وزير الأوقاف قد شدد علي ائمة الوزارة عدم استخدام المساجد للدعاية الانتخابية‏,‏ وقال يجب ان تكون المساجد بمنأي عن الدعاية والخلافات السياسية‏,‏أوالترويج لبعض الإتجاهات أو الأحزاب.

سيدي الإمام، لقد تعودنا منكم الإقدام و الإيجابية منذ توليكم مسئولية إمامة المنبر الأزهري المنير و قد إتضح ذلك أكثر من مرة ، لعل أبرزها موقفكم مع الحزب المسيحي الألماني بعد جريمة كنيسة القديسين بالإسكندرية و خطابكم القوي معهم ، رافضا التدخل الأجنبي في الشأن المصري. و ها نحن نضع بين أيديكم ملفا شائكا أخر يتطلب سرعة التدخل و الحل السريع.

وفقكم الله لما فيه الخير للأمة وسدد خطاكم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق