الأربعاء، 10 أغسطس 2011

الثورة المصرية في آيات سورة النساء - سبحان الله

بسم الله الرحمن الرحيم
93. وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا
94. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا
95. لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا
96. دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا
97. إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا
صدق الله العظيم
 سبحان الله يا إخوتي ، فلقد أحسست في صلاة القيام بمناجاة الله لعباده عندما كان الإمام يرتل هذه الآيات المتتاليت من سورة النساء و التي تقص ببساطة متناهية و رائعة قصة الثورة المصرية و المواقف المختلفة فيها و تصنف البشر بالفعل كما نجدهم.
ففي البداية في الآية 93 نجد حكم الله السريع و العاجل على القتل العمد و الذي رأيناه جميعا من أول يوم في الثورة ، و يتلخص في أن حساب هؤلاء القتلة سواء بالتنفيذ أو التحريض قد حسمه الله في تلك الآية، فعلى من يؤجل محاكماتهم في الدنيا أن يؤجلها في الأخرة إن إستطاع.
ثم نجد الآية 94 تحذرنا جميعا و لاسيما من يتحدث منا بإسم الدين من تخوين بعضنا البعض و الذي يصل في أحيان كثيرة لحد التكفير الصريح و الذي تعرضت له أنا شخصيا، كما توضح الآية الكريمة أن الذين يتبعون هذا المنهج لهم أغراض دنيوية تبعد كل البعد عن عمل الأخرة .
ثم نجد الآية 95 تحدثنا بصورة مباشرة عن حزب الكنبة العريضة ، و لاسيما الفئة التي تناصر الثورة منه و لكن بقلبها فقط، فتلك الفئة لها أجرها ، و لكن من يبذل ماله و نفسه في سبيل الله له أجر أعظم. أما فئة الكنبة التي تحارب الإصلاح و تحارب محاربي الفساد ، فلم تتعرض لهم الآيات الكريمة أصلا، فهم لا يستحقوا الذكر.
و ماذا يحدث يا إخواني لو إنتصرت الثورة المضادة ، هل نتناحر و نقتل بعضنا البعض؟ فتنتشر الفتن و الفوضى؟ لا و الله ، فالأمر القرآني واضح ، فلو إختار الشعب بأغلبية ديمقراطية طريقة حكم لا تتوافق مع فكري، فلا أملك في تلك الحالة إلا البحث عن بقعة أخرى من بقاع أرض الله الواسعة تتوافق مع منهجي في الحياة ، دون أي محاولة للإلتفاف على الإرادة الشعبية.

و تتعاقب آيات السورة الحكيمة لتوضح لنا المعجزة القرآنية كاملة، فكلام الله لا تنقضي عجائبه و لا يصح أن نختزل كتاب معجز إعجاز مستمر إلى يوم الدين في دستور دولة قابل للتغيير في أي وقت ، أيا كانت آلية تغييره التي يرضاها الشعب.،  إنما التصرف السليم هو أن نضع موادنا الدستورية مستوحاة من القرأن الكريم لتنظم أمور حياتنا دون تعارض مع الشرع ، أي أن الدستور الإسلامي هو دستور وضعي لا يخالف القرآن الكريم و لكن لا يصح أن نتشدق بأن القرآن هو دستورنا ، فهذا إختزال لكلام الله ، فالقرآن لا ينبغي أن يسمى إلا كلام الله و كلام الله فقط و لا نزيد.
105. إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا
و دليل ذلك أنه سبحانه و تعالى في الآية 105 من نفس السورة يطالبنا بأن نرى ما يحتويه القرآن من أحكام تناسب حياتنا لنحكم بها دولتنا و ليس القرآن نفسه ، فلا أحد في الأرض و لا في لسماء يعلم التفسير الكامل و المحدد لكل نص قرآني إلا الله سبحانه و تعالى.
أعتذر للإطالة و أتمنى أن يوفقنا الله جميعا لما فيه رفعة شأن أمتنا الحبيبة
و السلام عليكم و رحمة الله
سعيد عز الدين 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق